تتويج الفرسان في بيت جن بالتّبر الخالص
في المكتبة العامّة،
النّاشطة بل النّشطة والنّشيطة،
على قمّة من قمم الجبال التي تضطجع عليها بيت جن الجليليّة،
في القاعة المجهّزة لاستقبال فرسان الضّاد العشرين،
وبحضور الأهالي الكرام، ودعم ومشاركة دافئتين من مديري المدارس الابتدائية ، وتفاعل حار من مجلس القرية، إفتتحت الاستاذة دالية عطيلة، حفل التّتويج بكلمة مشحونة بالفخر والاعتزاز بالفرسان العشرين الذين حلّقوا على طائرة هذا المشروع فوق الذّرى، وباتوا كتّابا مبدعين، بل ادباء واعدين بكل الجمال والأدب، وشكرت كلّ من ساهم في انجاز المشروع وتحقيق أهدافه الأصيلة والإبداعيّة، وخاصّة الفرسان أنفسهم، من تعلّم حياكة الادب ومن فاضت أقلامهم بشهد القصص.
وفي كلمة الاستاذة دالية رحّبت ترحيبا دافئا بأديب الاطفال محمد بدارنة، الذي قاد المشروع وأسكن الفرسان في قلبه، وحملهم ذهابا وإيابا، بين حيفا وبيت جن، في لقاءاته الممتعة والمحلّقة معهم على اجنحة القصّة والقصيدة.
المدهش في هذه الأمسية الحضور الرّائع للفرسان، فقد أبدع اربعة منهم في حياكة عرافة أدبيّة ساحرة الجمال، وقدّم العرفاء زملاءهم بطريقة واسلوب حضاريّ، ودهش الحضور لشهد التّعابير الأدبيّة والبلاغة اللغويّة، التي تجلّت بل عبقت في أجواء الامسية، أمسية تتويج الفرسان واستلامهم شهادة فارس الضاد.
جمعت الامسية قصّة بقلم إحدى الفارسات، وخواطر وتعابير أدبيّة، وقصائد باقلام الفرسان، وأغنية جميلة أضافت بُعْدَ الطرب للأمسية.
مسك الختام استلام كل فارس لشهادة " فارس الضّاد" وقد عبّر الفرسان عن حبّهم لهذا الإنجاز، بل وصفوا الشّهادة وساما علّقت على صدورهم.
قبيل توزيع الجوائز والهدايا، وفي كلمة نائب ريس المجلس المحلّي، تجلّى حبّه للغة العربيّة، وعبّر عن إعجابه العميق والشّديد لما قدّمه الفرسان من قصص وخواطر وأشعار، ولم يخف دهشته بأنّه لم يكن يعلم بحجم الإبداع المميّز الذي تألّق به الفرسان. وقدّم للفرسان باقة من الودّ والمحبّة وحثّهم وحثّ أهاليهم على الاستمرار بهذا المشروع في العام الدّراسي القادم ، بل شكر المكتبة العامّة التي زفت للحضور قرارها بإهداء المشروع من جديد، في العام القادم، للمدارس الثلاث.
فيما يلي جانبا من كتابات وقراءات الفرسان:
أعزّائي الحضور:
عمتم مساءً
بداية لا يسعني الا أن أقول : أفاخر أنني كنت فرداً بين هذه النّخبة ضمن هذا الاطار التّربوي الذي كان من شأنه تعزيز اهتمامنا بلغتنا الام، اللغة العربية .
هذه اللغة السّاميّة التي يعود تاريخها الى يعرب بن قحطان فَسُميت باسمه.
وجديرٌ بالذكر اننا وبفرض وجودنا كأقلية في هذه البقعة التي لها خصوصيّتها واجهتنا تحدِّيات عديدة من اجل الحفاظ على هذه اللغة، التي تحدد انتماءنا، ولا ننسى جميعا: بها غنّينا، وبها حلمنا احلامنا الصّغيرة والكبيرة، وبها لعبنا وطربنا وشدونا، بل صبّحت علينا ّامّهاتنا، بقول عذبٍ: صباح الخير.
اعزائي:
على طائرة مشروع "فرسان الضّاد" طرنا، بل حلّقنا فوق القمم، بقيادة قائد طائرتنا أديب الاطفال محمد بدارنه، وإهداء من المكتبة العامّة ومديرتها دالية عطيلة، فشكرا بل طاقة من الورد لكليكما.
ما أروع ما تعلّمناه من حياكة للتعابير الأدبيّة، وما اجمل القصص التي غزلناها بمسلة الإبداع، وحبكة مدهشة، وما أعذب الاشعار ونحن نلقيها وفق أجراسها الموسيقيّة، أمّا الخواطر الصّادقة التي حفرناها في دفاترنا فتكادُ تلائم مناهج الاكاديميا، ونعم فرسان الضّاد وقد سالت أقلامهم بل فاضت بالجمال.
لذا انصحكم بالمطالعة ثم المطالعة، ولنجعل الكتاب نهجاً يومياً في حياتنا.
بقلم الطالبة رند فادي نفاع
الصف الخامس "ج"
المدرسة الابتدائية الم ب بيت جن.
فارسة الضّاد البيتجنّاويّة رند فادي نفاع
خواطر الى أمّي:
*كثيرًا ما تردّد في أسماعي وطن، وانتماء، وعشق، وكيان ووجود ...كلّ منها على حدة تعني لي الكثير . وعندما حاولت اختصارهم، فلم أجد سوى أمّي لتعبر عنهم وتختصرهم في معنى واحد للوجود..
*بعد يوم ماطر ذهبت رفيقة لإخوتي , امي وابي في جولة لأحراش تصون قريتي , وترسم اطرافها لوحة خضراء فائقة الجمال . وفي عمق أحد الاحراش جلسنا نرتشف كوبا من الشاي, فتسنّى لي الامعان بما حولي, فكان هناك ينبوع ماء لا ينضب، اخذت أشبهه بما تعطينا امي حنان لا ينضب, اهتماما, دعما ودفئا لا يعرف الحدود..
*يعجز يراعي أمّاه, وتضيع حروف كلماتي مبحرة في اكبر محيط لأفتش وأبحث عن لؤلؤة أهديك إيّاها, واشعر أنّني بحاجة للغوص اكثر واكثر علَّني أجد مكافأة أثمن أستطيع إيفاء حقّك بها.
*قيل" يعجز ظلام الدنيا عن اطفاء شمعة واحدة " واقول يعجز الكون بأسره بكل ما فيه من نفائس أن يوازي أمي .
*كان ذلك في أوائل فصل الرّبيع عندما رافقت أبي وإخوتي لنلتحق معا بالفضاء الرّحب، ونفرش العشب حتّى نرتاح من بؤس الشّتاء الغابر، ونستمتع بعطر الزهور ورائحتها العذبة . لمحت خيالا راقني من بعيد وقد فاقت رائحة روائح كل العطور، اقتربت لأكتشف سر هذا الخيال فاذ بي اقع مرتمية في حضن أمّي وأتيقن بان عطرها وحنانها قد فاق عطور الرّبيع.
*كلما عانقت أمّي اغمضت عيني وشعرت بها كأنّها موسيقى رائعة تعزف في أعماق روحي.
*وتبقى امي ذاكرة لا تعرف النسيان.
القمر الحزين
بقلم فارسة الضّاد تيمة صلالحة - بيت جن
حدثت قصَّتُنا هذه في مكان فريدٍ، في الفضاء البعيد، وها أنذا أقصُّها عليكم:
كان يا ما كان في قديم الزَّمان، في عصر ما قبل ولادة أي انسان أو حيوان، وقبل أن تقام حفلات الألوان، عاش قمر منير وصغير وزيّنَ السّماء.لكنّه عاشَ في مكان معزول, لا يصله كوكب أو شهاب.
أحبّ القمرُ أن يتجوَّل بين المَجرّات، والكواكب والمنظومات، وكان يملك كل شيء، المال, الطعام, بيتا جميلا وحدائق تزيّنها الاشجار والأزهار...لكنّه كان يفتقر الى الصّداقة، فهل تكون الحياة مهما ملكنا من مال, رائعة بدون رفيق وصديق يسلّينا في وحدتنا ويساعدنا في محنتنا؟ فالصّداقة كنز لا يفنى!!
بدأ القمر يفكِّر في حلٍّ لمشكلته؛ فقرر أن يستعين بالكواكب لمساعدته...
ذهب القمر الى المنظومة القريبة منه وبدأ بالتحدّث مع الكواكب، وبدأ مع كوكب زحل, كوكب كبير وجميل..
القمر: مرحبا يا أيّها الكوكب، هل تريد قمرًا ينيرك، ويسليك ويحميك؟
كوكب زحل: آسف، لكن لديَّ الكثير من الأقمار، إبحث عن كوكب آخر..
وهكذا بحث عن آخرين، وكان يتمّ رفضه أو نفيه!
حزن القمر وكان على وشك الاستسلام، إلا أنَّ صوتا بداخله صرخ في وجهه:
لا تيأس بل جرّب وجرّب، فالسماء هي الحدود، والنّجاح حليف كلّ مثابر.
وعندها عاد القمر يبحث من جديد الى ان وصل كوكبا لونه اخضر وازرق، وجليده ابيض لا احمر ولا اصفر!
قال صديقنا القمر: يا ايها الكوكب العجيب صاحب اللون الغريب, هل تحتاج قمرا يسلّيك, يحميك وينيرك؟
الأرض: أهلا بك هذا من دواعي سروري, اهلا بك يا صديقي مرحبا يا رفيقي...
هكذا يا اصحاب ويا احباب وجد القمر حلا لوحدته, لأنه لم يستسلم, فلا تيأسوا اذا فشلتم مرّة فالنجاح حليف كل مثابر...
تيما صلالحة
بيت جن
المدرسة الابتدائية الام "ب"
لماذا أيّها القمر ؟
قصّة
عاش القمر وحيدا مهموما بلا أصدقاء ، بلا أحدٍ ولا سندٍ، فتراكمت الدّموع في عينيه، وسكن الحزن قلبه. ترى كيف للقمر المنير ان يدفن نوره خلف الاحزان والهموم ؟ ومن سينشر النّور في العتمة ليزيل ظلمة القلوب الضعيفة ؟
لماذا ايها القمر ؟ لماذا؟ لم اعلم ابدا انه سياتي يوم وافتقد بسمتك اللّامعة بين النّجوم، فانت الذي يؤنس كلَّ وحيد ومهمومٍ، وعندما ينظر اليك تزول همهومه وتعطيه الامل من جديد، فانت تلك البقعة المضيئة في احضان الظلام .
لماذا ايها القمر تركت لهذه الهموم ان ترافقك وتنسى قيمتك عندنا ؟ انت لست وحيدا ، فكل من يسهر ليلا صديقك ، وكل من ينظر اليك يشعر بالأمان ، فانت مخزن سرّهم ، وتواسيهم في همومهم .
يا صديقي القمر ان كنت تجلس وحيدا في السماء ، فهذا لا يعني انه ليس لديك اصدقاء ! اصدقاؤك كثيرون ، ولكن ثق بنفسك وبقدرتك على جمع الناس تحت نورك ، فأنا اتفاءل بنورك فهو يعطيني الأمل بان الظلام لا ولن يدوم، ويكفي نور صغير ليشق العتمة ويتغلب على ذلك العملاق الهائل .
عزيزي ايها القمر ! امنح القوة لنفسك كما تمنحها لغيرك !
وانظر حولك دائما فترى الناس ينتظرونك لتنير سهراتهم ولياليهم ....
فأنا هو الصّديق، وانت الصداقة فأبعد الهموم عن صدرك لترى النور بداخلك .
