مجلة الحياة للأطفال    هاتف ; 048677619
acfa@zahav.net.il

في مؤخرة بطن النحلة إبرة تغرزها
   

أتى أخو عرقوب يسأله شيئا، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلمَّا أطلعَتْ أتاهُ، فقالَ له عرقوب :دَعْها حتَّى تصير بلحا.

   
 

 
 



اضافة صور

 
     
سياحةٌ عَروضيّة بصحبة الشّاعِر محمود مرعي


سياحةٌ عَروضيّة بصحبة الشّاعِر محمود مرعي
تلتقي الحياة للأطفال شّاعرًا عَروضيًّا فلسطينيّا يسكنُ في وطنِهِ مثلما الأخير يسكنُ قلبَهُ وفكرَهُ، ونعمَ السّاكن والمسكون.
ولدَ شاعرنا المشهديُّ في العام 1957 م في قرية جليليّة ترحّبُ ترحيبًا حاتميًّا بكلِّ من يزورَها، وتحيّي كلَّ من يمرُّ بها في طريقه للنّاصرة أو طبريا، فهيَ كالهزبرِ تحرسُ جمالَ القممِ الجليليّة والسّهول المنبسطة حولها، ولشاعرنا محمود مرعي حصادٌ وافرٌ بل وفيرٌ من الإبداع والإنجاز الأدبي، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
ـ جائزة التفرغ الأدبي عام 1997 م.
ـ جائزة الحركة الإسلامية في مسابقة " خمسون عامًا على النكبة " مجال الشعر، عام 1998 م.
ـ جائزة الشعر العمودي في مسابقة " ذكرى مجزرة كفر قاسم " ال 43 ـ عام 1999 م.
- دكتوراه فخرية من الجمعيّة الدّوليّة للمترجمين واللّغويين العرب 2012.
ـ صدرت له الكتب والأبحاث التالية: 
1 ـ السّهل في الصّعب/ مجموعة شعريّة/ 1994 م.
2 ـ حروف جامحة/ مجموعة شعرية ـ نثريّة/ 1995 م.
3 ـ فيض الخليل/ مجموعة شعرية ـ نثريّة/ 1996 م.
4 ـ في ظلال الحروف/ مقالات نقديّة في الشّعر والنّثر/ 1997 م.
5 ـ نثير النّور ـ مجموعة شعرية/ 1997 م.
6 ـ جنّة الأرض أنتِ/ مجموعة شعريّة/ 1997 م.
7 ـ أحمد منير/ مداعبة ومعاتبة ـ جمع وإعداد/ 2001 م.
8 ـ ديوان الحكمة/ مئة مثل وعبرة ـ يشتمل على أمثال وحكم منظومة على جميع بحور الشّعر العربي/ 2001 م.
9 ـ الصّداقة ـ مجموعة شعريّة للأطفال/ 2001 م.
10 ـ في ذكرى النكبة/ خمسون مرت/ مطولة شعرية 242 بيتًا/ 2001 م.
11 ـ العَروض الزَّاخر واحتمالات الدَّوائر ـ كتاب في عَروض الشعر العربي/جزآن/ وفيه إضافة 30 وزنًا إلى الأوزان المعروفة وهي من استحداث المؤلف ـ 2004 م. 
12 -سلسلة أشعار للأطفال (6 أجزاء) 2011/ صدرت ككتب مساعدة للمنهج الدراسي للمدارس العربية في الوسط العربي، بموافقة وزارة المعارف.
13 - كتاب (التّجريب وتحوّلات الإيقاع في شعر محمود درويش) وهو بحث يعتبر اليوم عالميًّا كونه رائدًا في مجاله في دراسة العَروض والأوزان الشعرية عند محمود درويش/صدر عن مجمع القاسمي للغة العربية/ باقة الغربية 2012.
14-بحث في شعر جورج نجيب خليل (جورج نجيب خليل/ شاعر الطبيعة والجمال).
15 - البائيّة القدسيّة/ 2014، (معدة للطبع)، وهي مطولة شعرية بلغت 533 بيتًا، وهي القصيدة الفائزة بالتزكية من قبل أعضاء اللجنة المشرفة، في المسابقة العالمية (القدس والأقصى في عيون الشعر العربي 2014/1435) والتي تنظمها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
* العَروض المُبَسَّط/ إصدار مجمع القاسمي للغة العربية/باقة الغربيّة/كانون الثاني/2015، وهو كتاب في عَروض الشعر العربي وأوزانه للطلبة والمبتدئين/ يعتمد منهج الدّمج بين الأوزان الخليليّة والأغاني الشّعبية التي تغنى في الأعراس، وهو كتاب يتيح لكل قارئ أن يفهم الأوزان الشعرية موسيقيًّا، ويثبت أن العَروض حيٌّ بيننا ويعرف شعبنا كله ألحانه وموسيقاه.
بكلماتٍ بسيطة وَجَدْنا في كتاب " العَروض المُبَسَّط " الذي أصدره شاعرنا زهرةً آسرةً في رحيقِها تنتظر الطّلبة العربَ أو محبّي العربيّة لارتحاق ما لذَ وطابَ من أوزان الشّعر العربيّ، والاستمتاع بمسارٍ سلس جميل يوصلهم إلى فهم سلّم العروض وتفعيلاته وحكاية بحور الشّعر العر بيّ مع أغانينا الشّعبية العربيّة، كلّ ذلك طبعا بصحبة العبقريّ المبدعِ العروضيّ العربيّ الأوّل الخليل بن أحمد رحمه الله الذي ترك بين أيادينا أروع ما نسج في بحور الشّعر وتفعيلاته.
طرحنا على شاعرنا العروضي محمود مرعي حفنة من الأسئلة قد تؤتي بأجوبة شافية للعديد من قضايا الشّعر وعروضه:

 

منْ هوَ المبدع المبتكر العبقريّ الأوّل في وضع علم العروض؟
هُوَ الْخَليلُ بْنُ أَحْمَد الْفَراهيدي، وَقيلَ الْفَرْهودي (100 ھ/ 170 ھ) ، وَهُناكَ مَنْ قالَ إِنَّ وَفاتَهُ كانَتْ في {174 ھ}، مِنْ أَشْهَرِ تَلاميذِهِ سيبَوَيْهٍ وَالْأَصْمَعِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ اسْتَخْرَجَ الْعَروضَ وَحَصَرَ أَشْعارَ الْعَرَبِ، وَكانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ واسِعَةٌ بِالْإِيقاعِ، وَكانَ يَقولُ الشِّعْرَ فَيَنْظُمُ الْبَيْتَ وَالْبَيْتَيْنِ، 
على رأي البعض، لأنَّه ثبت أنَّه نظم الـمطوَّلات وله الـمنظومة النَّحويَّة الَّتي بلغة قريبًا من 300 بيت وتمَّ تحقيقها حديثًا وصدرت في كتاب
وَكانَ سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ يَقولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ خُلِقَ مِنْ الذَّهَبِ وَالْـمِسْكِ فَلْيَنْظُرْ إِلى الْخَليلِ بْنِ أَحْمَدَ، وَلِلْخَليلِ مِنْ الْـمُؤَلَّفاتِ: كِتابُ الْإِيقاعِ، كِتابُ الْجُمَّلِ، كِتابُ الشَّواهِدِ، كِتابُ الْعَروضِ، كِتابُ الْعَيْنِ في اللُّغَةِ، كِتابُ فائِتِ الْعَيْنِ، كِتابُ النَّغَمِ، كِتابُ النَّقْطِ وَالشَّكْلِ وَغَيْرُ ذٰلِك.
وَهُوَ أَحَدُ كِبارِ الْعَباقِرَةِ الَّذينَ هُمْ مَفْخَرَةُ الْحَضارَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَإِنَّهُ مُبْدِعٌ مُبْتَكِرٌ، وَالْإِبْداعُ عِنْدَهُ مُتَمَثِّلٌ في عَناصِرَ عِدَّةٍ مِنْها: أَنَّهُ قَدْ وَضَعَ أَوَّلَ مُعْجَمٍ لِلْعَرَبِيَّةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ أَوْ مِمَّنْ عاصَرَهُ أَنْ يَهْتَدِيَ إِلى شَيْءٍ مِنْ ذٰلِك.
كيفَ تتجلّى عَبْقَرِيَّةُ الْخَليل ؟
يُعْتَبَرُ الْخَليلُ بْنُ أَحْمَدَ عَلَمًا عَبْقَرِيًّا قَلَّ أَنْ يَجودَ الزَّمانُ بِمِثْلِهِ سابِقًا وَلاحِقًا، وَتَتَجَلَّى عَبْقَرِيَّةُ الْخَليلِ في الْعَروضِ الَّذي وَضَعَهُ كَمَيْزانٍ لِلْكَلامِ، تَقْطيعًا وَموسيقى، وَهُوَ أَمْرٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ جَميعًا، وَلَيْسَ فَقَطْ في أُمَّةِ الْعَرَبِ، فَلا نَجِدُ نَظيرَ التَّفاعيلِ الْعَرَبِيَّةِ وَوَظائِفِها لَدى أَيِّ أُمَّةٍ، فَهِيَ تَصِحُّ تَسْمِيَتُها بِالسُّلَّمِ الْـموسيقي الْعَرَبي، إِضافَةً إِلى الْاِسْمِ الْعَرَبي الْعَروضِ، وَنَقْصِدُ بِالسُّلَّمِ الْـموسيقي قِراءَةَ التَّفاعيلِ غِنائِيًّا.
تَذْكُرُ مَراجِعُ كَثيرَةٌ بِرِواياتٍ مُخْتَلِفَةٍ "أَنَّ الْخَليلَ لَـمَّا أَرادَ أَنْ يَضَعَ الْعَروضَ خَلا في بَيْتٍ وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَسْتًا أَوْ ما أَشْبَهَ ذٰلِكَ، وَجَعَلَ يَقْرَعُهُ بِعودٍ وَيَقولُ: فاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعولُنْ، فَسَمِعَهُ ابْنُهُ فَخَرَجَ إِلى الْـمَسْجِدِ وَقالَ: إِنَّ أَبي قَدْ أَصابَهُ جُنونٌ، وَأَدْخَلَهُمْ عَلَيْهِ وَهُوَ يَضْرِبُ الطَّسْتَ. فَقالوا: يا أَبا عَبْدِالرَّحْمٰن، ما لَكَ أَأَصابَكَ شَيْءٌ؟ أَتُحِبُّ أَنْ نُعالِجَكَ؟ فَقالَ: وَما ذاكَ!!؟ فَقالوا: اِبْنُكَ يَزْعُمُ أَنَّكَ خولِطْتَ، فَقالَ مُخاطِبًا ابْنَه:
 
لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني
لٰكِنْ جَهِلْتَ مَقالَتي فَعَذَلْتَني
أَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ما تَقولُ عَذَلْتُكا
وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا

 

 

{بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا} ماذا تقصدُ بهذه المقولة؟
إِنْ كانَ لا بُدَّ مِنْ كَلِمَةِ تَقْديمٍ لِلْكِتابِ، فَلا أَرى أَنْسَبَ وَأَصْوَبَ مِنْ الْقَوْلِ {بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا}، وَهُوَ قَوْلٌ مَجازِيٌّ هُنا لا أَكْثَرَ، وَنَقْصِدُ بِهِ أَلْحانَ الْعَروضُ الَّتي يَتَغَنَّى بِها كُلُّ شَعْبِنا مِنْ شَمالِ الْبِلادِ حَتَّى أَقاصي جَنوبِها، لٰكِنَّ الْقَليلَ مِنْهُ فَقَطْ يَعرِفونَ أَنَّ هٰذِهِ الْأَلْحانَ هِيَ ذاتُها أَلْحانُ الْعَروضِ الْخَليلي الَّتي انْتَقَلَتْ مِنْ الْفَصيحِ إِلى الْعامِّي، بِدايَةً مِنْ ابْنِ قُزْمانَ في الْأَنْدَلُسِ وَاسْتَمَرَّتْ مَعَ الزَّجَلِ حَتَّى يَوْمِنا هٰذا، بَيْنَما خَسِرَ الشِّعْرُ الْعَمودِيُّ الْفَصيحُ هٰذِهِ الْـميزَةَ، وَهُوَ أَمْرٌ نَلْمَسُهُ الْيَوْمَ في أُمْسِياتِنا الْأَدَبِيَّةِ بِصورَةٍ لا تَحْتاجُ إِلى تَأْكيدٍ وَإِثْباتٍ، فَلَمْ أَسْمَعْ حَتَّى الْيَوْمِ شاعِرًا فَصيحًا أَنْشَدَ قَصيدَتَهُ، وَلا يَغيبُ عَنْ بالِنا أَنَّ الْأَعْشى قَديمًا سُمِّيَ صَنَّاجَةَ الْعَرَبِ لِأَنَّهُ كانَ يُغَنِّي شِعْرَهُ، وَقالَ حَسَّانُ (اَلْـمُوَشَّح. ص 153. الْبَيْتُ غَيْرُ مَوْجودٍ في ديوانِ حَسَّان):
تَغَنَّ بِالشِّعْرِ إِمَّا كُنْتَ قائِلَهُ إِنَّ الْغِناءَ لِهٰذا الشِّعْرِ مِضْمارُ
لَقَدْ اجْتَهَدْنا في هٰذا الْكِتابِ في مُحاوَلَةِ تَبْسيطِ الْعَروضِ قَدَرَ الْإِمْكانِ، وَرَكَّزْنا كَثيرًا عَلى الْأَلْحانِ الَّتي وَجَدْنا أَنَّها انْتَقَلَتْ إِلى الزَّجَلِ وَالْغِناءِ الشَّعْبي في الْأَعْراسِ، وَبِالتَّالي جَعَلْنا مُقابِلَ كُلِّ مِفْتاحٍ فَصيحٍ مِفْتاحًا مِنْ الْغِناءِ الشَّعْبي الَّذي يَعْرِفُهُ النَّاسُ، وَبِهٰذا يُمْكِنُ لِكُلِّ قارِئٍ أَنْ يُدْرِكَ وَيَسْتَوْعِبَ مَعْنى موسيقِيَّةِ الْعَروضِ وَتَفاعيلِ الْبُحورِ دونَ عَناءٍ، وَحينَ يُغَنِّي التَّفاعيلَ وَالْـمِفْتاحَ الْفَصيحَ عَلى لَحْنِ الْـمِفْتاحِ الشَّعْبِيِّ فَإِنَّهُ يَقِفُ عَلى حَقيقَةِ الْـموسيقى في الشِّعْرِ الْعَرَبي.

 

 

لِـماذا الْعَروضُ الْـمُبَسَّطُ وَما الْهَدَف؟
إِنَّ مِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَنَّ الْكَثيرينَ يَسْتَصْعِبونَ الْعَروضَ وَموسيقاهُ، وَهُناكَ الْكَثيرونَ الَّذينَ لا يُدْرِكونَ صِلَةَ التَّفاعيلِ بِالْـموسيقى الْعَروضِيَّةِ، وَأَغْلَبُ مَنْ نَعْرِفُ مِنْ الشُّعَراءِ، في بالِهِمْ دَوْمًا أَنَّ التَّفاعيلَ الْعَروضِيَّةَ تَتَعَلَّقُ بِتَقْطيعِ الْكَلامِ فَقَطْ، دونَ إِدْراكٍ أَنَّ التَّفاعيلَ هِيَ وِحْداتٌ موسيقِيَّةٌ، يُمْكِنُ تَقْسيمُها إِلى وِحْداتٍ أَصْغَرَ - اَلْأَسْبابُ وَالْأَوْتادُ - وَيَقِفونَ في فَهْمِهِمْ لَها أَنَّها لِتَقْطيعِ الْكَلامِ فَقَطْ.
نَدْخُلُ الْآنَ في شَرْحِ وَبَيانِ (لِـماذا الْعَروضُ الْـمُبَسَّطُ وَما الْهَدَفُ؟)، أَمَّا الْـمُبَسَّطُ، فَقَدْ اخْتَرْنا تَبْسيطَ مادَّةِ الْعَروضِ ما أَمْكَنَ، دونَ الْغَوْصِ في أَحْشاءِ عِلْمِ الْعَروضِ، لِأَنَّ الْهَدَفَ مِنْ تَأْليفِ الْكِتابِ هُوَ تَقْريبُ الْعَروضِ مَبْنًى وَمَعْنًى لِلْقارِئِ، أَكانَ شاعِرًا أَوْ إِنسانًا عادِيًّا، وَهُوَ وُضِعَ لِلْمُبْتَدِئينَ أَصْلًا، بِحَيْثُ يَفْهَمُ الْجَميعُ هٰذا الْعِلْمَ الْجَليلَ، لِأَنَّهُمْ يَسْتَعْمِلونَهُ بِصورَةٍ دائِمَةٍ في حَياتِهِمْ الْيَوْمِيَّةِ، حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَعْرِفوا تَفاعيلَ الْخَليلِ، إِلَّا أَنَّ الْعَروضَ حاضِرٌ في الْحَياةِ الْعامَّةِ بِصورَةٍ مُذْهِلَةٍ، وَلَنْ نَخوضَ في نِقاشاتِ الْعَروضِيِّينَ وَاخْتِلافاتِهِمْ، فَهٰذا خارِجُ تَفْكيرِنا وَهَدَفِنا، وَيَتَعارَضُ مَعَ مَسْأَلَةِ تَقْريبِ الْعَروضِ مِنْ الْجَميع.
أَمَّا لِـماذا؟ فَقَدْ وَجَدْتُ خِلالَ مَسيرَتي مَعَ الْعَروضِ، أَنَّهُ ماثِلٌ في حَياتِنا الْيَوْمِيَّةِ وَنَتَعامَلُ بِهِ بِصورَةٍ لا تَنْقَطِعُ، في أَعْراسِنا الشَّعْبِيَّةِ، وَوَجَدْتُ أَنَّ الْأَغاني الشَّعْبِيَّةَ النِّسائِيَّةَ وَالرِّجالِيَّةَ، مَبْنِيَّةٌ عَلى أَلْحانِ الْعَروضِ الْخَليلي.
كيفَ يحيا اَلْعَروضُ بَيْنَنا؟
لَقَدْ حَفِظَتْ الذَّاكِرَةُ الشَّعْبِيَّةُ أَلْحانَ الْعَروضِ كُلَّها، وَلٰكِنْ بِاللَّهْجَةِ الْـمَحْكِيَّةِ الْعامِّيَّةِ، وَهٰذا لا يُضيرُ طالَـما اهْتَدَيْنا إِلى اللَّحْنِ الْعَروضي، وَلَوْ مِنْ خِلالِ الْـمُفْرَداتِ الْعامِّيَّةِ دونَ الْفُصْحى، وَلَوْ بَقينا نُرَدِّدُ مِفْتاحَ أَيِّ بَحْرٍ مِنْ بُحورِ الْخَليلِ، فَالْكُلُّ سَيَقْرَؤُهُ إِنْشائِيًّا دونَ إِدْراكٍ أَنَّ هٰذا الـْمِفْتاحَ (التَّفاعيلَ) وُضِعَ مِنْ قِبَلِ الْخَليلِ كَمِفْتاحٍ موسيقِيٍّ إِنْشادِيٍّ وَلَيْسَ لِلْقِراءَةِ الْإِنْشائِيَّةِ، وَحَتَّى مَفاتيحُ الْبُحورِ الَّتي وَضَعَها صَفِيُّ الدِّينِ الْحِلِّي، يَقْرَؤُها الْجَميعُ قِراءَةً إِنْشائِيَّةً، مَعَ أَنَّها موسيقى وَلَحْنٌ، لٰكِنْ لَوْ وَضَعْنا بِجانِبِ تَفاعيلِ أَيِّ بَحْرٍ لَحْنًا شَعْبِيًّا ما زالَ يَتَرَدَّدُ في أَعْراسِنا، فَسَيُدْرِكُ الْقارِئُ موسيقِيَّةَ التَّفاعيلِ، وَأَنَّها لَيْسَتْ لِتَقْطيعِ الْكَلامِ فَقَطْ، بَلْ هِيَ لِتَقْطيعِ الْكَلامِ موسيقِيًّا، وَمَنْ حَذَقَ الْعَروضَ ارْتَقى كُلَّ عَروض.
الْـمُجْتَمَعُ كُلُّهُ يَعْرِفُ وَيُتْقِنُ الْأَلْحانَ في الْغِناءِ الشَّعْبِيِّ، وَهِيَ الْآنَ تُضيءُ لَهُ ما عَتَمَ لِزَمَنٍ طَويلٍ، وَهُوَ الْعَروضُ الَّذي يُمارِسُهُ واقِعًا دونَ إِدْراكٍ أَنَّ ما يُؤَدِّيهِ هُوَ أَلْحانُ الْعَروضِ الْخَليلي وَتَفاعيلُهُ، وَحُقَّ لَنا أَنْ نَقولَ: هٰذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا.

 

 

عرّفنا بِعِلْمِ الْعَروض ومصطلحاته!
-اَلْعَروضُ: لُغَةً: لَفْظٌ يُطْلَقُ عَلى مَكَّةَ وَالْـمَدينَةِ، وَهُناكَ مَنْ عَدَّ الْيَمَنَ ضِمْنَه . 
-اَلْـمَكانُ الَّذي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ فيهِ، اَلنَّاحِيَةُ، اَلطَّريقُ الصَّعْبَةُ، اَلطَّريقُ في الْجَبَلِ، يُقالُ: أَخَذْنا في عَروضٍ مُنْكَرَةٍ، يَعْني طَريقًا في هُبوط.
-اَلْعَروضُ: مَيْزانُ الشِّعْرِ، لِأَنَّ الشِّعْرَ يُعارَضُ بِه.
- اَلْعَروضُ: عَروضُ الشِّعْرِ، فَواصِلُ أَنْصافِ أَبْياتِ الشِّعْرِ، وَهِيَ آخِرُ النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنْ الْبَيْتِ، أَيْ التَّفْعيلَةُ الْأَخيرَةُ مِنْ صَدْرِ الْبَيْتِ، ما كانَ، رُباعِيًّا، سُداسِيًّا، ثُمانِيًّا وَغَيْرَ ذٰلِكَ، فَالتَّفْعيلَةُ الْأَخيرَةُ مِنْ الصَّدْرِ هِيَ الْعَروضُ.

 

 

اَلْعَروضُ اصْطِلاحًا
هُوَ الْعِلْمُ الَّذي يُعْنى بِأَوْزانِ الشِّعْرِ، صَحيحِها وَفاسِدِها مِنْ ناحِيَةِ الْوَزْنِ، وَبِهِ نَحْكُمُ عَلى الشِّعْرِ فَنَقولُ: شِعْرٌ مَوْزونٌ، وَشِعْرٌ مُخْتَلُّ الْوَزْنِ، أَوْ مَكْسورُ الْوَزْنِ، وَهُوَ (عِلْمٌ تُعْرَفُ بِهِ صِحَّةُ أَوْزانِ الشِّعْرِ الْعَرَبي حينَ تُعْرَضُ عَلَيْهِ فَيَكْشِفُ مَواطِنَ الْخَلَلِ فيها)( )، وَهُوَ يُطْلَقُ عَلى الْجُزْءِ الْأَخيرِ مِنْ الشَّطْرِ الْأَوَّلِ لِلْبَيْتِ الشِّعْري، وَهُوَ الْأَساسُ في الشِّعْرِ، كَما أَنَّ الْخَشَبَةَ الَّتي تَكونُ في وَسَطِ الْبَيْتِ الشَّعَري هِيَ الْأَساسُ، وَالْعَروضُ هُوَ الْاِسْمُ الصَّحيحُ لَهُ، لِأَنَّ أَشْعارَ الْعَرَبِ كُلُّها تُعْرَضُ عَلَيْه. 
وَقَدْ سَمَّاهُ الْخَليلُ تَيَمُّنًا بِمَكَّةَ لِأَنَّ مِنْ أَسْمائِها "اَلْعَروضَ" عَلى رَأْيِ الْبَعْضِ، وَعَلى رَأْيٍ آخَرَ لِأَنَّهُ أُلْهِمَهُ فيها.

 

 

ما سَبَبُ وَضْعِ الْعَروض؟ وأمتعنا بقصص بداياتها!
سَأَلَ الْخَليلَ بَعْضُ مُعاصِريهِ: هَلْ لِلْعَروضِ أَصْلٌ؟
فَقالَ: "وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبيرٍ"، وَفَدْتُ مِنْ الْـمَدينَةِ حاجًّا إِلى مَكَّةَ، فَاسْتَرْعى نَظَري شَيْخٌ قَدْ أَقْبَلَ عَلى غُلامٍ لَهُ يُلَقِّنُهُ: 
نَعَمْ لَا/نَعَمْ لَا لَا / نَعَمْ لَا/ نَعَمْ لَا لَا
>×× / >××× / >×× / >×××
فَعولُنْ/ مَفاعيلُنْ/ فَعولُنْ/ مَفاعيلُنْ
نَعَمْ لَا /نَعَمْ لَالَا/ نَعَمْ لَا /نَعَمْ لَالَا
>×× / >×××/ >××/ >×××

 

فَعولُنْ/مَفاعيلُنْ/فَعولُنْ/ مَفاعيلُنْ

 

فَقالَ الْخَليلُ: ما الَّذي تَقولُ لِفَتاك؟
قالَ الشَّيْخُ: عِلْمٌ يَتَوارَثُهُ الْخَلَفُ عَنْ السَّلَفِ، يُقالُ لَهُ التَّنْعيم.
قالَ الْخَليلُ: فَأَحْكَمْتُهُ بَعْدُ، أَيْ [نَعَمْ لَا = فَعولُنْ ـ نَعَمْ لَا لَا = مَفاعيلُنْ] . 
ما وَرَدَ عَلى لِسانِ الشَّيْخِ هُوَ وَزْنُ بَحْرِ الطَّويلِ، وَإِذا نَظَرْنا إِلى الشِّعْرِ الْعَرَبي الْجاهِلي وَالْإِسْلامي حَتَّى الْعَصْرِ الْعَبَّاسي مِمَّا وَصَلَ إِلَيْنا، فَإِنَّ النِّسْبَةَ الْغالِبَةَ مِنْهُ عَلى بَحْرِ الطَّويلِ، أَمَّا سَبَبُ ذٰلِكَ فَأَمْرٌ نَجْهَلُهُ، وَلا نَقْطَعُ فيهِ بِرَأْي.

 

 

لو كنّا نبحثُ عن أبجديّة اَلْكِتابَةُ الْعَروضِيَّة فكيفَ تسعفنا؟
اَلْحُروفُ نَوْعانِ، شَمْسِيَّةٌ وَقَمَرِيَّةٌ، وَاللَّفْظُ يَكْشِفُ كُلَّ نَوْعٍ مِنْهُما، فَالْحُروفُ الشَّمْسِيَّةُ إِذا اتَّصَلَتْ بِـ (اَلْ التَّعْريفِ) تَسْقُطُ (لامُ التَّعْريفِ) لَفْظًا لا كِتابَةً، وَيَظْهَرُ الْحَرْفُ الشَّمْسِيُّ مُشَدَّدًا، وَالْحُروفُ الْقَمَرِيَّةُ إِذا اتَّصَلَتْ بِـ (اَلْ التَّعْريفِ) ظَهَرَتْ اللَّامُ ساكِنَةً في اللَّفْظ.
اَلْحُروفُ الشَّمْسِيَّةُ: [ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ل، ن].
اَلْحُروفُ الْقَمَرِيَّةُ: [ء، آ، ب، ج، ح، خ، ع، غ، ف، ق، ك، م، هـ، و، ي].
وَقَدْ جَمَعوا حُروفَ الْهِجاءِ كُلَّها في بَيْتِ شِعْر:
قَدْ غَشَّنِي ذو عَثْرَةٍ لاَحِظٌ
مُصْطَخِبٌ ضَجَّ بِسَكْتٍ أَزِفْ

 

 

وَقَدْ كَوَّنوا مِنْ الْحُروفِ الْقَمَرِيَّةِ جُمْلَةً لِتَسْهيلِ حِفْظِ الْحُروفِ، وَلَمْ يَلْتَزِموا بِتَرْتيبِها الْأَبْجَدي: (اِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقيمَهُ) ، فَكُلُّ حَرْفٍ مِنْ حُروفِ الْجُمْلَةِ، حَرْفٌ قَمَرِيٌّ، إِذا اتَّصَلَ بِـ (اَلْ التَّعْريفِ) ظَهَرَتْ قَبْلَهُ (لامٌ ساكِنَةٌ) لَفْظًا وَكِتابَةً، أَمَّا إِذا سَبَقَتْ الْحَرْفَ الشَّمْسِيَّ (اَلْ التَّعْريفِ) فَلا تَظْهَرُ (لامُ التَّعْريفِ) لَفْظًا وَتَظْهَرُ كِتابَةً. وَقَدْ اشْتُقَّتْ التَّسْمِيَةُ مِنْ كَلِمَتَيْ (اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)، لاحِظْ حَرْفَ الشِّينِ وَ "لامَ التَّعْريفِ" سَقَطَتْ لَفْظًا، وَكِتابَتُها (اَشْ شَمْسُ) وَفي كَلِمَةِ (اَلْقَمَرُ) تَظْهَرُ اللَّامُ ساكِنَةً لَفْظًا وَتَكونُ كِتابَتُها (اَلْ قَمَرُ).
هُناكَ حُروفٌ لا تُكْتَبُ في الْعادَةِ، لٰكِنَّها تُكْتَبُ في الْكِتابَةِ الْعَروضِيَّةِ، لِأَنَّ الْكِتابَةَ الْعَروضِيَّةَ تَكونُ كَما نَلْفِظُ الْكَلِمَةَ، كَأَلِفِ الْـمَدِّ في [هٰذا، هٰذِهِ، هٰذي، هٰذانِ، هٰؤُلاءِ، أُولٰئِكَ، ذٰلِكَ، لٰكِنْ، رَحْمٰنُ، اللهُ] هٰذِهِ الْكَلِماتُ عِنْدَ كِتابَتِها عَروضِيًّا، فَإِنَّنا نَكْتُبُها كَما نَلْفِظُها (هاذا، هاذِهِ، هاذي، هاذانِ، هاؤُلاءِ، أُولائِكَ، ذالِكَ، لاكِنْ، رَحْمانُ، اللَّاهُ) فَكَلِمَةُ "هٰذا" نَحْنُ نَلْفِظُ الْأَلِفَ الَّتي تَلي الْهاءَ، رَغْمَ أَنَّنا لا نَكْتُبُها في الْعادَةِ، وَهُناكَ الْحُروفُ النَّاتِجَةُ عَنْ إِشْباعِ حَرَكَةِ رَوِيِّ بَيْتِ الشِّعْرِ في آخِرِهِ، وَذٰلِكَ لِأَنَّ الْعَرَبِيَّةَ لا تَقِفُ عَلى مُتَحَرِّكٍ وَلا تَبْدَأُ بِساكِنٍ، فَلَوْ قُلْنا إِنَّ آخَرَ كَلِمَةٍ في الْبَيْتِ (عَلَمِ)، فَإِنَّ الرَّوِيَّ هُوَ حَرْفُ الْـميمِ، وَهُوَ مَجْرورٌ، أَيْ مُتَحَرِّكٌ، وَالْعَرَبِيَّةُ لا تَقِفُ عَلى مُتَحَرِّكٍ، لِذا يَجِبُ مَدُّ حَرَكَةِ الْـميمِ حَتَّى تَتَكَوَّنَ (ياءٌ ساكِنَةٌ)، نَقِفُ عَلَيْها، وَهٰذِهِ الْياءُ عَروضِيًّا تُكْتَبُ، وَتَكونُ الْكَلِمَةُ [عَلَمِيْ]، وَهٰذِهِ الْياءُ تُكْتَبُ فَقَطْ في التَّقطيعِ الْعَروضي، وَلا تُكْتَبُ في الْبَيْتِ أَوْ الْقَصيدَة.
سَنَرى الْآنَ كَيْفِيَّةَ الْكِتابَةِ الْعَروضِيَّةِ مِنْ خِلالِ الْحُروفِ الشَّمْسِيَّةِ وَالْقَمَرِيَّةِ، وَنَأْخُذُ كَلِمَتَيْ (اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) وَنَعُدُّهُما آخِرَ كَلِمَتَيْنِ في بَيْتَيْنِ شِعْرِيَّيْنِ، وَتَكونُ (السِّينُ وَالرَّاءُ) حَرْفَيْ رَوِيٍّ، [اَشْ شَمْـ سُو] [اَلْ قَمـَ رُو]، وَنُضيفُ حَرْفَ الْواوِ قَبْلَهُما (وَشْ شَمْـ سُو) (وَلْ قَمَـ رُو) اَلشِّينُ في كَلِمَةِ الشَّمْسِ فُكَّ إِدْغامُها وَظَهَرَتْ (شينَيْنِ)، اَلْأُولى ساكِنَةً وَالثَّانِيَةَ مُتَحَرِّكَةً، وَلامُ التَّعْريفِ لَمْ تَظْهَرْ، وَكَلِمَةُ (الْقَمَرُ) ظَهَرَتْ الْقافُ وَقَبْلَها لامٌ ساكِنَةٌ، أَمَّا السِّينُ وَالرَّاءُ فَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَهُما (واوٌ ساكِنَةٌ) ناتِجَةٌ عَنْ مَدِّ حَرَكَةِ كِلَيْهِما، وَالسَّبَبُ كَما قُلْنا، لِأَنَّ الْعَرَبِيَّةَ لا تَقِفُ عَلى مُتَحَرِّك. سَنَأْخُذُ مِثالَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مُتَّصِلَتَيْنِ، اَلْأُولى، (جاءَ الرَّجُلُ) وَ (جاءَ الْوَلَدُ) وَنَعْتَبِرُ (اللَّامَ وَالدَّالَ) حَرْفَيْ رَوِي.
جاءَ الرَّجُلُ: تُكْتَبُ (جا ءَرْ رَجُـ لُو) ـ سَقَطَتْ (لامُ التَّعْريفِ) وَظَهَرَتْ الرَّاءُ حَرْفَيْنِ، ساكِنًا وَمُتَحَرِّكًا، وَظَهَرَتْ واوٌ ناتِجَةٌ عَنْ إِشْباعِ حَرَكَةِ اللَّام.
جاءَ الْوَلَدُ: تُكْتَبُ (جا ءَلْـ ـ وَلَـ دُو) ظَهَرَتْ لامُ التَّعْريفِ ساكِنَةً، وَظَهَرَتْ واوٌ ساكِنَةٌ ناتِجَةٌ عَنْ إِشْباعِ حَرَكَةِ الدَّال.
اَلتَّنْوينُ في حالاتِهِ الْإِعْرابِيَّةِ الثَّلاثِ، يُكْتَبُ نونًا ساكِنَةً، وَنَأْخُذُ كَلِمَةَ [قَمَرًا، قَمَرٌ، قَمَرٍ]، عَروضِيًّا نَكْتُبُها [قَمَرَنْ، قَمَرُنْ، قَمَرِنْ] وَالتَّنْوينُ هُوَ نونٌ ساكِنَةٌ تَسْقُطُ كِتابَةً وَتَبْقى لَفْظًا، وَيَدْخُلُ التَّنْوينُ عَلى الْأَسْماءِ، وَلا يَدْخُلُ عَلى الْأَفْعالِ وَالْأَحْرُف.
اَلْفَرْقُ بَيْنَ التَّنْوينِ وَالنُّون
اَلتَّنْوينُ: حَرَكَةٌ في آخِرِ الْاِسْمِ، تُنْطَقُ في حالَةِ الْوَصْلِ، وَتُحْذَفُ في حالَةِ الْوَقْف.
اَلنُّونُ: حَرْفٌ أَصْلِيٌّ في الْكَلِمَةِ يُنْطَقُ في حالَتَيْ الْوَصْلِ أَوْ الْوَقْف.
زِيادَةُ الْأَلِفِ في التَّنْوين
تُزادُ أَلِفُ التَّنْوينِ في تَنْوينِ الْفَتْحِ فَقَطْ (في بَعْضِ الْـمَواضِعِ)، مِثالُ: اِشْتَرَيْتُ قَلَمًا، بَنَيْتُ مَسْجِدًا.
مِنْ الْأَخْطاءِ الشَّائِعَةِ كِتابَةُ التَّنْوينِ عَلى الْأَلِفِ وَالصَّحيحُ أَنْ تُكْتَبَ عَلى الْحَرْفِ الَّذي قَبْلَ الْأَلِفِ لِأَنَّ التَّنْوينَ نونٌ ساكِنَةٌ وَالْأَلِفُ ساكِنَةٌ فَلا يَجْتَمِعُ ساكِنان.
مِثالُ: زَيْداًـ فَتىً/ وَالصَّوابُ: زَيْدًاـ فَتًى. 
نَأْخُذُ بَيْتًا وَنَقْرَؤُهُ قِراءَةً عَروضِيَّةً مَعَ تَقْطيعِهِ وَذِكْرِ تَفاعيلِه- لِلْمُؤَلِّف:
صَوْتي الْقَديمُ مَضى وَلا أَدْري بِهِ
صَوْ تِلْ قَديـ/ مُمَ ضى وَلا/ أَدْ ري بِهِي
××>× / >>×>× / ××>×
مُتْفاعِلُنْ/ مُتَفاعِلُنْ/ مُتْفاعِلُنْ
أَيَعودُ صَمْتًا أَمْ يَعودُ كَلامَا؟ 
أَيَـ عو دُصَمْـ/ تَنْ أَمْ يَعو/ دُكَ لا مَا
>>×>× / ××>× / >>××
مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلْ

 

هٰذا الْبَيْتُ مِنْ بَحْرِ الْكامِلِ الْـمَقْطوعِ، لِأَنَّ تَفْعيلَتَهُ الْأَخيرَةَ دَخَلَتْ عَلَيْها عِلَّةُ الْقَطْعِ، وَانْظُرْ إِلى كِتابَةِ بَعْضِ التَّفاعيلِ {مُتْفاعِلُنْ}، وَهٰذِهِ التَّفْعيلَةُ يَقَرَؤُها كَثيرٌ مِنْ الْعَروضِيِّينَ قِراءَةً بَديلَةً، فَيَقْرَؤُونَها (مُسْتَفْعِلُنْ) لِتَساوي التَّقْطيعِ الْعَروضي لِلتَّفْعيلَتَيْنِ، لٰكِنْ أَثْبَتْناها بِشَكْلِها الصَّحيح.

 

ما هي أَنْواعُ الْبَيْتِ الشِّعْري؟
يَنْقَسِمُ الْبَيْتُ الشِّعْري إِلى قِسْمَيْنِ (شَطْرَيْنِ)، الصَّدْرِ وَالْعَجُزِ، وَكُلُّ قِسْمٍ يَنْقَسِمُ إِلى قِسْمَيْنِ، فَالصَّدْرُ يَتَكَوَّنُ مِنْ الْحَشْوِ وَالْعَروضِ، وَالْعَجُزُ مِنْ الْحَشْوِ وَالضَّرْب.
لٰكِنْ في الْبَيْتِ الْـمَشْطورِ وَالْـمَنْهوكِ، فَالْبَيْتُ عِبارَةٌ عَنْ قِسْمٍ واحِدٍ (شَطْرٍ) يَتَكَوَّنُ بِدَوْرِهِ مِنْ قِسْمَيْنِ "الْحَشْوِ وَالْعَروضِ"، وَتَكونُ الْعَروضُ هِيَ الضَّرْبُ.
اَلنَّوْعُ الْأَوَّلُ/ اَلْبَيْتُ التَّامّ:

 

 

لاحِظْ أَنَّهُ تامٌّ، لِأَنَّهُ اسْتَكْمَلَ جَميعَ تَفاعيلِهِ، وَهُناكَ بُحورٌ مِنْ ثَماني 
تَفاعيل

 

 

 

اَلنَّوْعُ الثَّاني/ اَلْبَيْتُ
اَلصَّدْر اَلْعَجُز
اَلْحَشْو اَلْعَروض اَلْحَشْو اَلضَّرْب
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
××>× ××>× ××>× ××>× ××>× ××>×
.
الْـمَجْزوء:
اَلصَّدْر اَلْعَجُز
اَلْحَشْو اَلْعَروض اَلْحَشْو اَلضَّرْب
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
××>× ××>× ××>× ××>×

 

 

 

 

لاحِظْ هُنا سَقَطَتْ تَفْعيلَةٌ مِنْ كُلِّ شَطْرٍ، وَهٰذا الْبَيْتُ الْـمَجْزوءُ مِنْ أَيِّ وَزْنٍ كان.
اَلنَّوْعُ الثَّالِثُ/ اَلْبَيْتُ الْـمَشْطور:
اَلْحَشْو اَلْعَروض/ اَلضَّرْب
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
××>× ××>× ××>×

 

 

 


لاحِظْ هُنا سَقَطَ نِصْفُ تَفاعيلِ الْبَيْتِ، أَيْ شَطْرُهُ وَبَقِيَ شَطْرٌ، ثُمَّ لاحِظْ أَنَّ الْعَروضَ هِيَ نَفْسُها الضَّرْب.
طَريقَتي في التَّقطيع
اَلطَّريقَةُ الرِّياضِيَّة:
اَلسَّبَب/ اَلْوَتِد اَلْعَلامَة اَلتَّرْكيب/ مَعَ أَمْثِلَة
سَبَبٌ خَفيف × مُتَحَرِّكٌ فَساكِن/ في، عَنْ، سَلْ، قُلْ. 
سَبَبٌ ثَقيل >> مُتَحَرِّكان/ لَكَ، بِكَ، لِمَ، هُوَ، هِيَ.
وَتِدٌ مَجْموع >× مُتَحَرِّكانِ فَساكِن/ إِلى، عَلى، سَلا.
وَتِدٌ مَفْروق ×> مُتَحَرِّكٌ فَساكِنٌ فَمُتَحَرِّك/كانَ، لَيْتَ. 
تَسْبيغ ×< سَبَبٌ خَفيفٌ + ساكِن/تُنْ + نْ/ كانْ.
تَذْييل >×< وَتِدٌ مَجْموعٌ + ساكِن/ إِلَيْكْ، هِلالْ.
تَرْفيل >×× وَتِدٌ مَجْموعٌ + سَبَبٌ خَفيف/كَفاكُمْ.
اَلطَّريقَةُ في الْأَساسِ تُحاكي انْفِتاحَ الشَّفَتَيْنِ وَانْطِباقَهُما عِنْدَ لَفْظِ السَّاكِنِ وَالْـمُتَحَرِّكِ مِنْ الْأَحْرُف. 
فَالْـمُتَحَرِّكُ: رَمَزْتُ لَهُ بِـ {>} لِانْفِتاحِ الشَّفَتَيْنِ عِنْدَ لَفْظِه. 
وَالسَّاكِنُ: رَمَزْتُ لَهُ بِـ {<} لِانْطِباقِ الشَّفَتَيْن.
وَلِأَنَّ السَّبَبَ الْخَفيفَ مُتَحَرِّكٌ فَساكِنٌ، دَمَجْتُ الْـمُتَحَرِّكَ مَعَ السَّاكِنِ، وَالنَّتيجَةُ {×}، وَلِكَوْنِ الْإِشاراتِ رِياضِيَّةً، أَسْمَيْتُها، الطَّريقَةَ الرِّياضِيَّةَ.

ماذا نَعْني بِالْأَوْزانِ الشِّعْرِيَّة؟
اَلْأَوْزانُ الشِّعْرِيَّةُ هِيَ الْأَلْفاظُ بِمُتَحَرِّكاتِها وَسَواكِنِها، وَهٰذِهِ الْأَلْفاظُ تُسَمَّى التَّفاعيلَ، "وَالتَّفاعيلُ هِيَ الْـمِقْياسُ الَّذي تُقاسُ بِهِ أَبْعادُ أَجْزاءِ الْبَيْتِ"( ) وَهِيَ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ حُروفٍ مُتَحَرِّكَةٍ وَساكِنَةٍ، مُرَكَّبَةٍ مِنْ عَشَرَةِ أَحْرُفٍ، يَجْمَعُها قَوْلُنا {يوسُفُ أَنْتَ عَلَمٌ} ( ). 
1 -سَبَبٌ خَفيفٌ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ يَليهِ ساكِنٌ: {مِنْ/عَنْ/بَلْ/هَلْ/ اَلْ/قُلْ}. 
2 -سَبَبٌ ثَقيلٌ: حَرْفانِ مُتَحَرِّكانِ: {لَكَ/ بِكَ/ لِمَ}.
3 -وَتِدٌ مَـْجموعٌ: حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ يَليهِما ساكِنٌ: {إِلى/عَلى/كَما/أَلا/ مُنى/نَبي/ وَفي}.
4 -وَتِدٌ مَفْروقٌ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ فَساكِنٌ فَمُتَحَرِّكٌ: {لَيْسَ/كَيْفَ/أَيْنَ/ذاتَ/قالَ/صُمْتُ}. 
5 -فاصِلَةٌ صُغْرى: ثَلاثَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ يَليها ساكِنٌ: {ذَهَبَتْ/رَجَعُوا/أَكَلا/عَبَدا/ صَمَدوا}.
6 -فاصِلَةٌ كُبْرى: أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ يَليها ساكِنٌ: {يَعِظُكُمْ/سُفُنُهُمْ/رَقَبَةٌ/سَمَكَةٌ}.

 

 

اَلتَّفاعيلُ - أَسْبابًا وَأَوْتادًا:
1 -فَعُولُنْ:
فَعو: >×/ وَتِدٌ مَجْموعٌ/ لُنْ: ×/ سَبَبٌ خَفيف.
2 -فاعِلُنْ:
فا: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ/عِلُنْ: >×/وَتِدٌ مَجْموع.
3 -مَفاعيلُنْ:
مَفا: >×/وَتِدٌ مَجْموعٌ. عي:×/سَبَبٌ خَفيفٌ. لُنْ: ×/سَبَبٌ خَفيف.
4 -مُفاعَلَتُنْ:
مُفا: >×/وَتِدٌ مَجْموعٌ. عَلَ: >>/سَبَبٌ ثَقيلٌ. تُنْ: ×/سَبَبٌ خَفيف.
5-مُتَفاعِلُنْ:
مُتَ: >>/سَبَبٌ ثَقيلٌ. فا: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ. عِلُنْ:>×/وَتِدٌ مَجْموع.
6 -مُسْتَفْعِلُنْ:
مُسْ: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ. تَفْ: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ. عِلُنْ: >×/وَتِدٌ مَجْموع.
7 -فاعِلاتُنْ:
فا: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ. عِلا: >×/وَتِدٌ مَجْموعٌ. تُنْ: ×/سَبَبٌ خَفيف.
8 ـ مَفْعولاتُ:
مَفْ: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ. عو: ×/سَبَبٌ خَفيفٌ. لاتُ: ×>/وَتِدٌ مَفْروق.

 

 

أَلْقابُ الْبَيْتِ الشِّعْري
تَتَعَدَّدُ أَلْقابُ الْبَيْتِ الشِّعْري بِاخْتِلافِ أَحْوالِهِ، وَإِلَيْكَ بَيانُ ذٰلِك:
اَلْبَيْتُ الْيَتيمُ: إِذا كانَ بَيْتًا واحِدًا، وَيَكْثُرُ في الْحِكَم.
اَلْبَيْتُ التَّامُّ: إِذا اسْتَوْفى الْبَيْتُ جَميعَ تَفاعيلِه.
اَلْبَيْتُ الْـمُصْمَتُ: هُوَ الَّذي خالَفَتْ عَروضُ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ مِنْ الْقَصيدَةِ ضَرْبَهُ، كَقَوْلِ الْـمُؤَلِّف:
إِذا أَمْسَيْتَ بَيَّاعًا وُرودًا
فَبِعْني وَرْدَةً تُهْدى إِلَيْكَا

 

 

اَلْبَيْتُ الْـمُصَرَّعُ: مَجيءُ الْعَروضِ مُساوِيَةً لِلضَّرْبِ نَقْصًا وَزِيادَةً خاصَّةً الْـمَطالِعِ، كَقَوْلِ الْـمُؤَلِّف:
فَرِحٌ بِأَنْتِ كَذِكْرِ أَنْتِ لَدى الْغَسَقْ وَالنَّاعِمُ الْغَرْبِيُّ يَسْري في الرَّمَقْ
اَلْبَيْتُ الْـمَوْصولُ: وَهُوَ ما اشْتَرَكَ شَطْرا الْبَيْتِ بِكَلِمَةٍ، وَعادَةً يوضَعُ الْحَرْفُ (م) بَيْنَ الصَّدْرِ وَالْعَجُزِ لِلْإِشارَةِ إِلى ذٰلِك.
اَلْبَيْتُ الْـمَجْزوءُ: هُوَ ما سَقَطَتْ تَفْعيلَةٌ مِنْ كُلِّ شَطْرٍ مِنْه.
اَلْبَيْتُ الْـمَنْهوكُ: هُوَ الْبَيْتُ الَّذي سَقَطَ ثُلُثا تَفاعيلِه.
اَلنُّتْفَةُ: إِذا كانَتْ مِنْ بَيْتَيْن.
اَلْقِطْعَةُ: هِيَ ما زادَ عَلى اثْنَيْنِ إِلى سِتَّةِ أَبْياتٍ مِنْ الشِّعْر.
اَلْقَصيدَةُ: هِيَ مَجْموعَةٌ مِنْ الْأَبْياتِ الشِّعْرِيَّةِ تَتَكَوَّنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْياتٍ فَأَكْثَر.

 

 

شكرت مجلة الحياة للاطفال شاعرَنا العروضيّ محمود مرعي وقدّمتْ له طاقةً من الورد وأخرى من الودّ وبطاقة حبٍّ وباقة تقدير على مساحات إبداعه، وحملنا في قلبنا ذكرى راقصة من وحي بحر الهزج، وعدنا نغنّي مواويلنا على أوزان الشّّعر العربي.

 


       

تعليقات الزوار

 
 
 

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

العدد 180 من الحياة للأطفال في حلّة الزّيتون 12-2021

Arab children Friends Association جمعيّة اصدقاء الأطفال العرب

التقرير المالي المدقق للعام 2020 لجمعية اصدقاء الاطفال العرب

 
   

مكتبة جلجولية العامّة تزفُّ فرسانها على...

   
 

هل تحب زيارة موقع الحياة للأطفال؟

نعم

ليس كثيرا

احب قراءة اي شيء

لا يهمني

 
     

صفحة البيت | عن الحياة للاطفال |سجل الزوار | شروط الاستخدام | اتصلوا بنا

Developed by ARASTAR