دافقٌ وغزيرٌ ومباركٌ وجميلٌ كانَ المطرُ؛ بل وابلٌ منهُ، أحْيانا وأسعدَنا يوم الأربعاء في الأسبوع الأخير من تشرين الثّاني 2014، وعندَ مدخلِ المدرسةِ الرّائعةِ، وباستقبالٍ حاتَمِيٍّ من مديرتِها
الأستاذة دعاء عدوي،
وَبِصُحبَةِ مديرةِ المكتبةِ العامَّة المتجدِّدة في هممها،
الأستاذة نيروز عدوي،
وعند المدخلِ المسيّج بالأشجار والورد يحلو اللقاءُ، بل ويصبح عيدًا سعيدًا، ففي قاعة المدرسة ينتظر 150 من طلبة الخوامس والسّوادس على أحرِّ من جمر تشرين وكانون، بل على أحرّ من الشّوقِ، ليحلّقوا بصحبة أديب الاطفال ورئيس تحرير مجلة الحياة للاطفال، محمد بدارنه، على جناحيّ قصّة وقصيدَة، وعلى متنِ طائرة الضّادِ ، وصوب موانئ الأدب والبلاغة، في محيط من الحبّ وللحبّ حكايا.
وفي صدر المكان، في قاعة صغيرة لكن مهذّبة، راحت اللّوحات والصّور المعروضة والفنون التشكيليّة المشكّلة بأنامل المعلّمين والطّلاب ترحابا بأديب الاطفال الزّائر تتراقصُ وتضيء! وكأنّ القاعة تحوّلت إلى متحف لمجلة الحياة للأطفال واديبها الزّائر، وفقط عندها استوعب الأخير أنّه قد زُجَّ في معركة حامية الوطيسِ قوامُها التّفاعل مع 150 طفلا يحبّون الأدب والضّاد ويتوقون للقاء من قرأوا عن سيرة حياته، وسيرة حياة حياتِهِ ،المجلة، ما يكفي لأطروحة الدّكتوراة!
وفي الاعياد ورغم المطر يحلو للأطفال التأرجح على الأراجيح، ويحلو لأطفال مدرسة الصّرارة التّأرجح فوق أرجوحة الأدب، من قصّة لقصيدة، ومن قصيدة لموّال، فأنشودة وبين القصيدة والقصيدة تترنّح ثالثة، وعلى التّوّ بعدها تطلّ قصّة من راويها،أمّا مسك الختام فمسابقة في اللغة العربيّة ومعلومات عن الوطن، ولكل مسابقة عشرات من الفائزين، ولكل فائزة جائزة، وساهم كلّ من مديرة المكتبة العامّة ومديرة المدرسة، والمربين والمر بيات:
فاطمة أبو جبل، رسميّة بكارنه، روضة خوري، شروق أبو ذيبة، ميسون دحلة، منى عاصلة، أمل صباح، بكر عدوي
في توزيع الجوائز والهدايا على الطلاب جميعا، وعاد بعدها أديب الاطفال العرّابي إلى حيفا حيث يرقد مكتب مجلة الحياة للاطفال على خصر جبل الكرمل قبالة بحرنا وهو يحمل في فؤاده ذكرى بل ذكريات طرعانيّة مزهرة.