الرّيح تنوح
(حكاية شعريّة للأطفال)
يقلم الشّاعر السّوري
بيان الصّفدي
ويقف بجوار تمثال يكرّم الشّاعر العراقي بدر شاكر السيّاب
قالت " يارا " :
ما أعظم َ فعل َ الريح ْ !
كم عبرت ْ أنهارا
وبحارا !
كم قطعت غابات ٍ وصحارى !
آه .. لو أنّي ريح ْ !
و" ندى " قالت :
في الليل الريح تغنـِّي للنجمه
وتقود الغيمه
للأرض العطشى وتصب ُّ الأمطارا
آه .. لو أنّي النّجمة والغيمة يا " يارا " !
قالت " يارا " :
الرّيح تهزُّ الأغصان ْ
وتلاعب حبل َ غسيل الجيران ْ
تحمل طائرتي الورقيه ْ
للأعلى .. للأعلى
ياما أحلى
عند الشبـَّاك تغنّي أغنيـَّه ْ
قالت " ديمة ُ " :
إن الريح ْ
تلعب أحيانا ً مع شَعري
تصنع موجات ٍ
وتراقصها في البحر ِ
تحمل في كفـَّيْها العصفورْ
وتظل ُّ تدورْ
أحيانا ً يا " أنمارْ "
تتدّفـَّأ قرب النّارْ
وبحزن قالت " يارا " :
لكن يا أنمارْ
صوت ُ الرّيح حزين ْ
مثل ُ أنين ْ
أتظل ّ الرّيح حزينه ْ
* مسكينه ْ
أعرف .... لا تهدأ ُ
هي عالية ُ الهـِمَّه ْ
إنْ غضبت صَفـَرت ْ أو صرخت ْ
وإذا فرحت أو حزنت
تتحوَّل نسمه ْ
والرّيح تظلُّ تردِّد ُ :
" لو أنّي طفل أو طفله ْ
في أحلى حُـلـَّه ْ !
لو لي مدرسة ٌ .. أو بيت ٌ
أو كرة ٌ !!
لكنّي لست سوى ... "
لا تـُكـْمل ُ
تخنقها الدمعة ُ
ما قدرت أن تحكي
بل راحت تبكي
وبقلب ٍ مجروح ْ
لا شكل َ لها ..
لا أم َّ لها
ولهذا الريح ْ
تأتي وتروح ْ
وتظل ُّ تنوح ْ !